فبراير 2005 – مارس 2006
/
ولي في البستان ذكرى ,
ولحظاتٌ عشتها بكل تفاصيلها المحزنة
منها / والجميلة
ما زالت تتجدد في ذهني كل يومٍ
تنعشها لحظاتُ الوحدة
والإختلاء بالذات
,
(1)
كنت أشغل نفسي في التواجد بجانب البحر
لساعات متأخرة من الليل اختلس الهروب من حراس الأمن والدوريات المسائية لأختفي خلف
وشاح الظلام وأنغمس وسط الأماكن المخيفة مع صمت الليل / وسكونه الجميل / مستمتعا
بصوت الموج الشجي / أعانق السكينة إلى قبيل الشروق ..
وللشروق طقوس أخرى ...
(2)
عندما تشرق الشمس , وتنعكس خيوطها
الذهبية على مرآة البحر أشعر بالنور
يتغلغل في أعماقي لينير سواد الليلة الماضية لأشعر أن هناك أمل جديد ,
وحياة ستكون رائعة رغم أمسٍ مؤرقٍ يعذبني تتجمع فيها أشلاء روحي المقطعة لأعود من
جديد وأعيش يوما آخر وولحظات أخرى تحمل شيء جديد لنفسي ..
(3)
دوار البستان ..
وسفينة صحار ..
/
كالعادة عندما يأتي المساء / أخرج
خارج سكن الفندق لأتواجد بجانب سفينة صحار الراسية على دوار البستان , تلك السفينة
الشامخة التي تحمل في تصميمها عبقرية الأجداد / وهندستهم التي ما زال الزمن يشهد
عليها ويجددها التاريخ إلى يومنا هذا ,
كنت أعزف سيمفونية المساء بلحن
الصمت الصاخب بنبضات قلبي , استنشق الليل , وأستحضر ذكريات الطفولة , وأبحر عبر
محيطات الفكر لأكتب دون كلل ولا ملل , وأرسم بفرشاة الأنتظار لوحة الصبر ..
التي ما عدت أجيد رسمها في هذا
الزمن وبعد سنين من الرحيل عن بستان الذكريات ..
/
ولي في البستان ذكرى
!!